يضطلع مكتب الثقافة والاعلام بدور مهم في التوعية لكونه منبرا يعبر من خلاله صوت ورأي القائمين عليه. لذلك فان وجوده يعد ضرورة ملحة لتحقيق الاهداف المنشودة لبث الفكر الاسلامي الاصيل وخط أهل البيت عليهم السلام. وقد وضعت أمام المكتب المهام التالية:
ـ طبع الكتب العقائدية والاجتماعية والضرورية لتوزيعها مجاناً أو بيعها للمؤسسات والمراكز الدينية والمعاهد والجامعات والمكتبات العامة والافراد على حسب الاهمية والامكانات الموجودة.
ـ كان المكتب يتولى إصدار مجلة دورية ثقافية اسلامية وهي مجلة "النور" باللغتين العربية والانكليزية وكانت توزع على اكبر نطاق ممكن في العالم لتعريف الاسلام والمذهب الشيعي عن طريق نشر افكار وعلوم آل البيت عليهم السلام ومحبيهم ومواليهم.
ـ الاتصال بالشخصيات والمفكرين والباحثين للاستكتاب والمناقشة حول الافكار المطروحة عالمياً.
ـ الاتصال بالمراكز والمنظمات العلمية والثقافية الدينية الاسلامية عموماً، والشيعية منها بالخصوص لمعرفة ما لديها من إمكانيات وما يمكننا تقديمه لهم من الناحية الثقافية والاعلامية والعمل على التنسيق فيما بينها والاستفادة من خبرات الآخرين وتجاربهم.
ـ تأسيس مكتبة تحتوي على أمهات الكتب الاسلامية في التفسير والفقه الاسلامي على جميع المذاهب، وكتب الحديث والرجال والتراجم والكلام والفلسفة والعلوم الادبية ودواوين الشعر وغيرها من الحقول العلمية.
ـ إصدار كراسات ونشريات عقائدية وفقهية.
ـ ترجمة وطباعة مجموعة من الكتب العقائدية الى اللغتين الانكليزية والفرنسية، حيث بلغ عدد عناوين الكتب المترجمة العشرات منها: الاحكام العملية الاسلامية، الفتاوى الواضحة، عقائد الإمامية، حديث الكساء، الانسان والكون، الانسان والقدر، الشهيد، المرأة وحقوقها، المنقذ المنتظر، المعبود والعبادة، الاسلام والمدارس الاقتصادية، النظام السياسي الاسلامي، تاريخ علم الاصول، القصص التاريخية في الاسلام، اصل الشيعة واصولها، الاسلام، قانون الحياة الاجتماعية، النبي ابراهيم محطم الاصنام، نظرة في تاريخ الحديث، محاضرات عن عاشوراء، عقلانية الاسلام، دروس من القرآن، الفلسفة الاسلامية اضافة الى عناوين أخرى كثيرة.
وبالانكليزية صدرت:
Islamic Practical Law Books, The Beliefs of the Shi’ite School, Man and Universe, The Shi’ah Origin and Faith, Man and His Destiny, Woman and Her Rights, Islam and schools of Economics, Islamic Political System, A Short History of Ilmul Usul, He, His Messenger and His Message, Trends of History in Qur’an, A Probe in the History of Hadith, Rationality of Islam, Lesson from Qur’an, Islam a Code of Social Life, Children’s Guide to Islam, Philosophy of Islam.
التعاون مع المؤسسات الاسلامية
عملت المؤسسة جاهدة في إقامة أفضل الروابط والعلاقات بالانفتاح على المؤسسات الاسلامية الحكومية وغير الحكومية في العالم العربي، منها مؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي، وجامعة آل البيت في الاردن، ومع الأزهر الشريف في مصر ومع دار الإفتاء في كل من سلطنة عمان، والبحرين وقطر وغيرها من الدول الأخرى، متمثلة في العمل المشترك عبر الحوار والتفاهم وتبادل النشاط الثقافي الاسلامي، خصوصا فيما يتعلق بالاجتهادات المختلفة للمذاهب الاسلامية، واهتمامنا في هذا المجال ينبع من إبراز نشاطات وعطاءات ودور فقهاء وعلماء الشيعة على وجه الخصوص في مختلف ميادين الثقافة والمعرفة الاسلامية قديما وحديثا.
وقد حققت هذه الجهود انجازات كبيرة أهلتنا لنيل ثقة واحترام عدد من مؤسسات العالم الاسلامي الاخرى التي بدأت بالانفتاح علينا وتبادل الزيارات والتنسيق في الاهتمامات وطلب إقامة علاقات وروابط عمل مشتركة، منها بالأخص على سبيل المثال، الأزهر الشريف في مصر، ودار الحديث الحسنية في المغرب، ودار الافتاء في سلطنة عمان.
اتفاقية التعاون المشترك المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)
قامت مؤسسة الإمام الخوئي الخيرية بتنظيم تعاون مشترك مع المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة – إيسيسكو – أثمر بعد لقاءات كثيرة ومؤتمرات مشتركة عديدة عن الاتفاق والتوقيع على المبادئ العامة للعمل المشترك مع المنظمة في مجالات ذات الاهتمام والأولوية المشتركة، منطلقين من الحرص على التعاون في نشر الثقافة الاسلامية والعمل على تصحيح المفاهيم الخاطئة عن الاسلام والتراث الثقافي الحضاري للمسلمين، مما شكل قناعة لدى المؤسسة والمنظمة في إرساء قاعدة ضرورية لاقامة وتشجيع الحوار بين الحضارات والثقافات والاديان والمذاهب الفقهية الاسلامية ومن أجل التقريب في وجهات النظر والاجتهادات المختلفة وترسيخ القيم الاسلامية النبيلة في مجال التسامح والتعايش السلمي بين الشعوب والامم، وذلك من خلال عقد الندوات والمؤتمرات وترجمة الكتب ونشرها ودعم ومساعدة المراكز الدينية والتعليمية لابناء الجاليات الاسلامية في البلاد غير الاسلامية، وكذلك العمل المشترك في إعداد الدراسات الحضارية ذات المحتوى الاسلامي وترجمتها ونشرها عبر صفحة مشتركة بين المؤسسة والمنظمة من خلال الانترنت.
وقد تم التوقيع على وثيقة الاتفاقية بتاريخ ١١/٦/١٩٩٨م، في مقر المؤسسة في لندن ، من قبل معالي الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري المدير العام للايسيسكو والشهيد السيد عبد المجيد الخوئي الأمين العام للمؤسسة، وذلك بحضور عدد من السادة العلماء وجمع من المفكرين والشخصيات، وقد نشر الخبر في عدد من الصحف والمجلات العربية والدولية.
لقد دل توقيع هذه الاتفاقية على مدى ثقة العديد من الدول والمنظمات بعمل ونهج المؤسسة التي أثبتت من خلالهما مصداقيتها في تنفيذ الخط الواضح الذي رسمه سماحة الإمام الخوئي (رضوان الله تعالى عليه) لمجالات وتوجهات عملها، وعمل على تحقيقها العاملون في مختلف الفروع والمكاتب بجد ومثابرة، وقد فتحت أمام المؤسسة آفاق جديدة للعمل يمكنّها من أداء دور فعال في العديد من القضايا التي تهم العالم الاسلامي بشكل عام، وعلى مستوى التطوير والنمو الاجتماعي والثقافي على ضوء فكر ونهج أئمة أهل البيت (ع).
نتائج الاتفاقية
لقد نتج عن هذه الاتفاقية دعم مجموعة من النشاطات والدورات التدريبية التطويرية. فقد أقيمت دورتان تدريبيتان لمعلمي التربية الاسلامية واللغة العربية لفائدة أبناء الجاليات الاسلامية في امريكا وكندا، الاولى في مدينة نيويورك والثانية في مدينة مونتريال. كذلك اقيمت دورة تدريبية لمعلمي التربية الاسلامية واللغة العربية لفائدة ابناء الجاليات الاسلامية في المانيا. كذلك دعم طباعة اصدار سلسلة كتب تعليم التربية الاسلامية واللغة العربية لابناء الجاليات الاسلامية وكذلك تنظيم ثلاث حلقات توعية قصيرة في المراكز والمؤسسات الثقافية في كل من بريطانيا وفرنسا. كما أقيمت وبدعم من الاتفاقية المذكورة ندوة حول صورة الاسلام في الاعلام الغربي نفذتها المؤسسة بمقرها في لندن. وكذلك عقد اجتماع دولي لوضع استراتيجية مشتركة للتقريب بين المذاهب الاسلامية وتم عقده في سوريا. كما عقدت ندوة دولية حول رؤية الاسلام للتعايش السلمي بين الحضارات والحوار بين الديانات السماوية.
كذلك تم تقديم الدعم الفني والمادي لترميم معالم اثرية في القدس الشريف وتقديم الدعم لمؤسستين من المؤسسات الثقافية الاسلامية في القدس الشريف وكذلك دعم كلية الدراسات الاسلامية بسراييفو بالكتب والمراجع المتخصصة مع دعم وترميم المؤسسات الاثرية والدينية في سراييفو وصيانتها. كذلك جرى اعداد اربع دراسات عن الاسلام والثقافة الاسلامية وترجمتها الى الانكليزية والفرنسية ونشرها عبر الانترنت. كما تم الاتفاق على أن يشار في جميع المراسلات والدعوات والوثائق والاصدارات الخاصة بالانشطة المشتركة المذكورة في هذا المحضر على انها تنفذ بالاشتراك بين المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة ومؤسسة الإمام الخوئي الخيرية وكذلك تضمينها شعاري المؤسستين.
المجال الاعلامي
لم يعد يخفى على أحد الدور الكبير والمؤثر الذي يلعبه اليوم الاعلام المرئي والمسموع والمكتوب في الدفاع عن الحقوق والمعتقدات وفي التعريف باصحاب هذه المعتقدات وتلك الحقوق. واصبح الجميع يعرف أن مجتمعاتنا المعاصرة تعيش في ظل ثورة اعلامية جعلت من كوكبنا هذا مجرد قرية صغيرة لسرعة الاتصال بين اطرافه وسهولة انتقال الاخبار من اقصاه الى اقصاه فور حدوثها.
لذلك لم يكن غريباً أن تخوض المؤسسة المجال الاعلامي ولو بحدودها الدنيا، فعمدت الى جانب ما توزعه من الكراسات والبيانات والمنشورات، الى اصدار مجلات ونشرات دورية، فكانت مجلة "النور" بلغتيها العربية والانكليزية وكانت نشرية "Dialogue" الشهرية وهي باللغة الانكليزية. وقد اضطرت "النور" الانكليزية الى التوقف عن الصدور لأسباب تتعلق بوضعها الاداري والفني على عكس "النور" العربية التي شهدت تطوراً متصاعداً منذ صدورها في حزيران ١٩٩١م، على شكل نشرية مؤلفة من ثمان صفحات الى أن اصبحت مجلة تصدر بمائة صفحة، وغلاف بالألوان، وتوزع في معظم انحاء العالم العربي وفي مناطق تواجد الجالية العربية في اوروبا وامريكا واستراليا، بالاضافة الى العديد من الدول الاسلامية في آسيا وافريقيا.
مجلة "النور": رحلة من الاعلام الورقي الى الالكتروني
وقد توقفت النور هي الاخرى نتيجة الضغوط الخارجية. وبسبب التحول في طبيعة الاعلام وشكله، فقد جرى تحويل "النور" الى موقع مستقل على شبكة الانترنت العالمية، حيث يجري تطويره ليلبي حاجات القراء الى التحليل الخبري المتميز والرأي الفكري المتوازن.
وبرغم اختفاء "النور" من الاسواق فقد ظلت مرجعا ومصدرا للمعلومات خصوصا للباحثين الذين يريدون الكتابة عن مرحلة أمتدت على مدى العقدين الاخيرين من القرن العشرين، لما حفلت بها من أحداث سياسية وفكرية تهم العرب والمسلمين عموما. لقد تميزت "النور" بتنوع وتعدد المواضيع، حيث شملت حقولاً كثيرة، منها التاريخ الاسلامي، وطريقة الكتابات التاريخية، وحياة أهل البيت عليهم السلام كذلك تناولت بالمناقشة والتحليل بعض الشبهات حول عقائد الأمامية والرد عليها. كما خصصت المجلة عدة صفحات في كل عدد للأحداث السياسية التي تمر بها البقاع الاسلامية المختلفة والوقائع التي تصيب المسلمين في كل مكان، منها الاحداث المؤلمة في الجنوب العراقي وما أصاب المسلمين الشيعة هناك والاحداث الجسام التي مرت بالمدن المقدسة ومنها بحث اوضاع المسلمين في جمهوريات آسيا الوسطى، فيما كان يسمى بالاتحاد السوفياتي، ومنها اوضاع المسلمين في افغانستان والبوسنة والهرسك والجزائر وتونس والصومال وغيرها.
لقد استطاعت المجلة في مدة زمنية قياسية أن تبني لها دائرة واسعة من القراء على اختلاف مشاربهم ومن عشرات الدول العربية والإسلامية وغيرها، حيث لم يكن يمضي يوم دون أن يحمل البريد الى أسرة التحرير حزمة من رسائل القراء ومساهماتهم واشتراكاتهم، حيث تطورت العلاقة مع العديد منهم بشكل كبير.